Sunday, December 09, 2007

ذنوب

أما أنا فقد نقصت ذنوبى لما ارتكبوا فى حقى من خطايا
الملك لير

Saturday, December 01, 2007

عاشق

ليس لعاشق متورم القدمين من الأمر شيئا ً هو غافل أمره بيديه لســُكــَّر هو بالغــُـهُ وميسرٌ بنداء الأعالى، سوف تخضع لخاطر عينيه عما قليل شدة النوايا وعما قليل سوف يدهشنا باختلاط الموت بالحى فيه . العاشق حافظ المسيرة وإن لم يبلغ وعادل القول وإن صمت
يا عاشق يا أخا المسافرسقطت بطلقةعين وماعرف صاحبها وأنت السمح الغفور،من أحن بالأرض من عاشق تأذ َّى فكتم فتبـسـَّم
أقول العشق شحذ القلب حد التأوه على حد الرهافة فى هدوء ولطف.
العشق طيب ..العشق طيبٌ وهادىءٌ متوغلٌ ماح ٍ سارقٌ والعاشق المسروق بلذة الرضا، ومستعير الصفات حد الخلط والوقوع فى المتشابه لغير المجـَـرِّب. للعاشق رقة مسافر، وللعاشق صمت صـَفـِىّ، وفرحة آمل تــَمـِيْزُ بسهولة المجىء والزوال، للعاشق بدن غريب، ومنزلة كريم، وسؤال ابن سبيل
العاشق غير بكــَّـاء ٍ، دامع العين دوما دون توترتحمل كفاه طعم الملح لكثرة استناد العين إليهما.عارفٌ بيقين المحبة. ياعاشق تعبت ولم تنل ونلت ولم تبلغ يا حبيبى وقرة صدق ٍ . العاشق يربت على السماء بمقولة(يارب ابتليت غيرى بعشقى فما سرنى وأدمنت الرقة لحالهم وحين علمتنى العشق عرفت قسوة ما فات منى، يارب لو جمعت مسرَّتى من الأرض وأبدلتها بصحة عشقى لخففت عنى ). والعاشق قدر البلوى تحكى عنه (يارب بليته بى فحسبت أنك بليتنى به). والعاشق سابقنا وابن سابقنا لويغنى على حواف الأرض ومنازلها(ذرونى لوحدى ذرونى..فأنى أخاف على الحب بين جفونى) ينادى له الموتى الطيبون(تعبت فلم تخلف ووقيت فلم تبغ يا حبيبنا ونسيج سلالتنا). ع..ا..ش..ق00

Thursday, November 29, 2007

نقل فؤادك

نـقــِّـل فـؤادك حـيـث شـئـت من الـهـوى
مـا الـحــب إلا لـلــحــبــيــب الأولِ
كم مـنـزل فـي الأرض يألفـُـه ُ الـفـتـى
و حــنــيــنــه أبـــدا لأول مـنــزلِ

أبوتمام

Wednesday, November 21, 2007

مداعبه

دقـــًّة ٌ..دقــًّة ٌ أصلح بك ما بدأتُ يا عالى الفتنة..لنخرج سويا عن ملمس الأشياء ونتوارى بحضرة الغيب وماضاع منك حاولتُ ادراكه وماضاع منى رأيته ملء عينى حاضرا بين يديك وطوع بنانك.. لا ينقصك إلا قليل من الإيمان بى لنذهب سويا إلى أعلى الكلام ولغة لم يمسسها أحدٌ قبلنا .. لن تصدق أنى أحبك منذ احتكاك روحى بالعالم ولن أصدق أنك لا تصدق فهذه خطيئة العاشق على باب معشوقه وأنا أريد أن يجرى الأمر بيننا هكذا عاشقٌ متعثرٌ ومعشوقٌ حادٌ وعشق مـُضن
دقة ..دقة أصلح بك شرايين العالم التى التوت على الضعفاء..أصلح بحليب كفيك عطشى الصغير..أصلح برقة قوامك تشدد الناس علىّ ..الوقت راهن ومرهون وأنت لطرف لسانى سكـَّرٌ وأنا على وجلى عارف بيقين دلالك..خاطرى أنت وبعثى المقيم ..يا هاجرعينى أحبك..أحبك..كن على صـُغر دُنــُوِّى رفقة ً يرفق الحزن بك
دقة..دقة ..تعلمنا الحروف ما نسيناه من سؤال ِعابرٍ.. هل الشكوى كانت أمـَرّ من السقوط..فلا تسقط عينيك على ما فات منا..كن من أهل الحدس لا من أهل التجربة فالجمال أولى بالمعيشة..وأنا أعلم الخلق بجمالك ولو طيبت خاطرى لطيب الله اليمام الساقط من كتفيك ولو على بعد المسير
دقة ..دقة نصلح مابدأناه سويا ياعالى الفتنة

Saturday, November 17, 2007

لا أريد من الحب

لا أريد من الحب غير البداية يرفو الحمامُ
فوق ساحات غرناطتي ثوب هذا النهار
في الجرار كثير من الخمر للعيد من بعدنا
في الأغاني نوافذ تكفي وتكفي لينفجر الجلنار

أترك الفل في المزهرية,أترك قلبي الصغير
في خزانة أمي , أترك حلمي في الماء يضحك
أترك الفجر في عسل التين ,أترك يومي وأمسي
في الممر إلى ساحة البرتقالة حيث يطير الحمام
هل أنا من نزلت الى قدميك ليعلو الكلام
قمرا في حليب لياليك أبيض...دقي الهوى
كي أرى شارع الناي أزرق...دقي المساء
كي أرى كيف يمرض بيني وبينك هذا الرخام

الشبابيك خالية من بساتين شالك.في زمن
آخر كنت أعرف عنك الكثير, وأقطف غاردينيا
من أصابعك العشر في زمن آخر كان لي لؤلؤ
حول جيدك, وإسم على خاتم شع منة الظلام

لا أريد من الحب غير البداية, طار الحمام
فوق سقف السماء الأخيرة, طار الحمام وطار
سوف يبقى كثير من الخمر, من بعدنا, في الجرار
وقليل من الأرض يكفي لكي نلتقي, ويحل السلام

محمود درويش
من ديوان: أحدعشر كوكبا

Thursday, November 08, 2007

قلب

لا وقت لى فى القلب./ أعرف / يكفيه التعلل بالندى ليشذ َّ عنى ، و لكنى لو خالطت قلبى قليلا ً للقنته أن يفرض لبهجة اللقيا مايدرك من لغة الغياب ، كلما أجلسته قربى ومددت ما يكفى من الذكرى لوصالنا دَمَعَت عيونُه ثم فر للغابات واللغة المضيئة

Thursday, October 18, 2007

ميت سنه ولا حد معبرهم

لايزال (عبحميد) يتذكرذلك الصباح الذى حمله فيها والده على كتفيه قرب النهر الكبير، بينما كانت الحدايات تحوم فى سماء قريتهم الصغيره قاذفة ً كل العابرين بكتل من الكتاكيت دليلا ًعلى ترحيبهم بفوج الغوازى القادم كالعاده إلى القرية، وكان الأب (عبمجيد عبحميد أبو الحسن خوسيه أركاديو بوين ديا) ينظر فى ترقب للغوازى فهى فرصته للتعلل بطفليه أمام زوجته ليجد فسحة من الوقت بعيداً عن أوامر (فتحيه) التى لاتنتهى وذريتها التى لاتنفذ عملا ً بالحكمه الشهيرة اربطيه بالعيال يا بت ، على حين كان طفله الثانى (أبو الحسن عبمجيد عبحميد أبو الحسن خوسيه أركاديو بوين ديا) يتحسس فى لهفه صرة إحدى الغوازى وكان هذا نذير شؤم ومقدمة للأحداث المتلاحقة فيما بعد حين يلصق (أبو الحسن عبمجيد عبحميد أبو الحسن خوسيه أركاديو بوين ديا) شفتيه بصــُرَّة إحدى الغوازى مستخدما صمغ شجرة الكاريبارو العملاق -لم اره فى حياتى لكن اسمه بدا لى موحيا بالضخامة - فى غفلة من الغازيه ومن والده (عبمجيد عبحميد أبو الحسن خوسيه أركاديو بوين ديا) ليصحبها بقية عمرها فى بقاع الأرض المتفرقة فينشأ الصبى أربعة وستون حصاناً بينما تظل أخته فى الرضاعه (نوسه) حصان واحد ، وكنتيجة حتمية تنبهر به لدى عودته ويحدث فرق فى السرعات كما أوضح هانى رمزى فيما بعد ، فيفران من البيت لمصيرهما المحتوم ، والملاحظ أن كل اناث هذه العائله لم يثقل كاهلهن بحمل قطار الإسم المصيرى الذى توجب على الذكور حمله فيكفى أن تنادى ايا منهن باسمها مجرداً على حين كان ينافى هذا التقاليد الذكوريه التى تحتم مناداه الذكر بجميع من شاركوا فى حمله الى العالم منذ آدم عليه السلام أما عن (عبحميد عبمجيد عبحميد أبو الحسن خوسيه أركاديو بوين ديا) فقد كان ميالا الى الهدوء عكس أخيه وكثيرا ماكان يختلى بنفسه فوق سطح منزلهم ليصنع من الطين بعض الاشكال المدهشة للحدايات التى تحلق فى سماء قريتهم والتى سيقدر لها فيما بعد ان تحظى بشهرته العالية حين يحظى هو بلقب الغفير(عبحميد عبمجيد عبحميد أبو الحسن خوسيه أركاديو بوين ديا) ويقود عدة ثورات داخلية على ابن العمده الذى قذف الفلاحه باستفنديه وينجح هو واصدقائه فى إخضاع القريه وبقوه بعد حمل ابن العمده الى إحدى شجرات السافيبارو العملاقه -لا حاجه لأن أوضح انى لم أرها أيضاً- وهو مباعداً مابين ساقيه ودفعه اليها بقوه مما يسبب انقطاع أمل العمده فى وريث لهذا الملك المبهر فيصاب بأزمة قلبية ويترك الحبل عالغارب أثر هذه الصدمة ل(عبحميد عبمجيد عبحميد أبو الحسن خوسيه أركاديو بوين ديا) الذى يفكر وبجدية فى غزو البقاع المحيطة على أن الايام تمر ويعود وكأنك يابو زيد ما غزيت مكتفياً بعمل تلك الأشياء الغريبه على سطح دارهم فى نفس الوقت الذى ينقبض فيه قلب أمه (فتحيه) وهى تطهو بعض الموز بالموز وترى قطاً يحمل قلب نملة بين فكيه فتعرف أن (نوسه) قد عملتها وغدرت برمز الأسره العالى (ابو الحسن عبمجيد عبحميد ابو الحسن خوسيه اركاديو بوين ديا) بدافع الغيرة من أن تناله إمرأة أخرى -على نمط الأفلام العربى يانعيش عيشه فل يانموت احنا الكل- وهكذا تمر الايام مره أخرى -الأيام بتمر بسرعه يا اخى-ويموت الأب (عبمجيد عبحميد ابو الحسن خوسيه اركاديو بوين ديا) بجوار الفرن الطينى فى الحديقة لتتحقق النبؤة فأول السلالة تراه ميتا بجوار الفرن وأخرها يدحلبه النمل برغيف عيش حتى جحره ويعطى هذا ايحاءاً حقيقياً بأن أصول هذه السلاله كانت من الأخوه الخبازين حين يرى كل منهم نفسه حبيساً لمده مائه عام فى القريه الصغيره ولاحد عبرهم

Saturday, October 06, 2007

معاناه

أيهما كان الأكثر توجعا ومعاناه..عوليس أم بينلوب..؟

Tuesday, September 18, 2007

عتاب

أريد أن أغسل وجهى وأن أعاتب... (أعاتب) ..الكلمة تـُظهر احتكاكا حنونا وأخرا للروح بمحيطها. و(المعاتبة) فوضاوية التمسح بالكون مرة أخرى واظهارٌ عشوائىٌ لسـُكــّر ماقـَدّمت يداك أملا فى بقاء الوصل./أريد أن أغسل وجهى وأعاتب/.( يعاتب) يتمسح بالعتب مرة أخرى ويسوق عليه جمال ما مضى بينهما كى يزيل عنه ترابا مسـّهُ. والعتبة أول الدار هى ماوقعت منها كلمة (عتاب) التى تعيد الوصل إلى أول صفائه./أريد أن أغسل وجهى وأعاتب/.(العتاب) وقوع الذكرى العذبة مثل ماء لين يندلق إلى شقوق مـُتربة ودليل على بقاء العلاقة، و(تعاتبا) تكون بين اثنين لاثالث لهما، خصوصية ُ روحين تكافيا السر، قد يحمل أرقـُهم فيضا من العتاب لأكثر من شىء حوله ولكنه يـُسرُّ بالرواية فى أذن كل منهم على حدة حفاظا لجمال الانفراد ولذته./أريد أن أغسل وجهى وأعاتب/. (المعتب) صاحب العتبى رهيف الروح وحامل العـَشم، ناشر طرفه، متشتتٌ بحدة عتابه وحرقة روحه أو هادىء بغلبة حسن (المستعتب عليه) عليه.تقول له(لك العتبى) أى تفتح الصدر على مصراعيه ليرى مسيرة الطير المهاجر فى صدرك والسماء التى منبتها روحك، (لك العتبى) تأخذ بيديه ليتحسس أصغر ندبة فى الروح وخوف لايتطلع عليه غيرهُ . و (العتاب) مأمول ٌ منه أو ميوؤس منه.0فــ(عتاب) الآمل ينبض به القلب ويحكمه العقل الذى يفرد خيطا لينا من الوصال كلما هـَمًّ إرهاقٌ بــ(المستعتب عليه). وعتاب اليائس الذى أوقن بالمفارقة تضخه الروح وحدها بكل ما حملته من مودة للواقف ونقمة على الموقف، عتاب اليائس أشجى وأنقى وأشف، وعتاب الآمل صورة لقدرة المحبة....أريد أن أغسل وجهى وأن أعاتب القمر هو لم يغطـِنى فى منامى كما وعد/أريد أن اغسل وجهى وأن أعاتب الرقة التى سقطت على القلب سهوا/أن أعاتب حيلة وقعت على فدُخت بالإثم وحيلة لم تقع على فذهب من يدى حبيب/أن أعاتب عينين تساقطا على القلب من نخلة الحسن/ أريد أن أغسل وجهى وأن أعاتب من تعلق به القلب فتركه/أعاتب العمر/ الضوء/ الوجع/ أعاتب كلاما قلته/ وكلاما لم أقلهُ/أعاتب ما مر بى / وما مر منى/نفــَسى الضئيل/وهاجس يطفو علىّ/أريد أن أعاتب العتاب الذى أوجع القلب وأمـَّـلــَهُ/أريد أن أغسل وجهى وأن أعاتب.......أعاتب

Wednesday, September 05, 2007

عن شقائق النعمان أو هذه تفسير رؤياى

العنكبوت العالق على أناملها صغيرٌ صغيرٌ على قدر أقل مساحة بكفها. لم يفته موضع من كفها إلا ومسح عليه وساق له الأولياء واحدا واحدا. حتى أن خطـَّا صغيرا من عمرها وهن لما أصابه وحلـًّفها بما قاسمته من ذكرى أن تترك له طريقا صغيرا صغيرا على كفها
الصغير بادىء النسيج, أعلم الخلق برهافة الكف, والسائر بدقة وجـِِِل ٍ وخفة حبيب حدث نفسه:(إن أوقـَعتُ خيط حريرعلى الكف ما حس صاحبه لتشابه الواقع والواقع عليه، وإن جرت قدماى كدبيب انتباه طويل حـلُّ الخدر بقدمى ودُخـْتُ لما حوته مسالك الكف من سكر مـُسْكـِر). الصغير الذى دوخه السعى قعد مستأنسا بخط صغير صغير على الكف تاركا للرحمة ما تتنزل به
******
خرج -النعمان- إلى ظهر الحيرة وكان معشابا \أى كثير العشب\ وكانت العرب تسميه خد العذراء فيه نبت الشيحُ والقيصوم والخزامى والزعفران وزهور برية حمراء -اسماها الفينيقيون جراح أدونيس - فأعجبته الجراح فقال :(من نزع من هذا شيئا فانزعوا كفيه) فسميت شقائق النعمان
******
على حافة نبع وحيد دعت مؤانسة ُ الرعاة ترويضَ الذكرى فتحدث اقربهم لقلبـه (يابنت ما ضير اختلاط الحى بالميت) وتحسس يديه الطالعتين بشوق المتذكر(الحى يـُطعـََمُ من رقة الميت والميت يدفع حسرته بالحى) وضم يديه إلى صدره ( يرى الحى الطريقَ أكثر شفافية حين يمزج عينيه ببصيرة الميت، ويمسك الميت خيط الأ ُنس حين تخضع رؤياه لبصر الحى) وقـَبـُّلَ يديه ظاهرا وباطنا بشوق أم لعيل تائه حتى تجـَرًّحا بفعل أسنانه (يابنت باطن كفى التى تبدو كبدن الميت تمنح كفيك شجن الغريب وباطن كفيك اللتين تــَبــَدَّيا كمرعى بليلة عرس تمنح كفيى بهجة الأمل) ومسح يديه بزهرة برية نمت على حافة النبع ومضى
******
العنكبوت الصغير استدرجته اللهفة إلى الصبر رويدا رويدا، ثم جذبه الصبر إلى حافة الرضا رويدا رويدا، ثم مضى به الرضا لحال الأنس رويدا رويدا. قعد عل باطن الكفين يغزل مايجبر به ضلع تهشم من مداومة النوم إلى باطن الكف النعمة، الصغير حدّث نفسه (أولى علىّ تعريف القريب بالبعيد) خطا خطوة إلى الأمام ثم عاد إلى الحافة متطلعا مرة أخرى (الحـُسن يذلُ البصر ويمسك الرأى عن الوصف) مال بضلعه الأخر على باطن الكف حين أصابه هاجس الضلع المجبور (لتعريف الحـُسن فليسرح الخيال لإحضار الشائك ولينطلق البصر لمدى القبح) الصغير أبهجته الحكمة وساقه الحنين لملامسة الكف بضلع مجبور (ولمعرفة حدود الإنبساط على باطن كف تشبه النعمة ولاتمنحها، علىّ سـَوقُ الفكر لما يشبه الجوع ولا يمنحه) الصغير أوجعته الحكمة وضلع مجبور فصرخ (هذه تفسير رؤياى)0
******
ضم الولد كفيها على صدره ، الطريق أقصر من رضا الضلوع بمنامها إلى الكف -ذاك ما أحس- ، (ملمس الكفين على الضلع أجمل من مضاجعة يوم بــِطــُوله والدفء المتولد عنهما يمنح الروح بكارة لم يؤتها أحد قبله) حدث نفسه. (لتلك الكف أتى أبوك آدم سعيا من أرض الهند قاطعا وحشة الطريق ومـُسـًّيرا باللهفة) الولد أخرج العابه واحدة تلو الأخرى راغبا فى لهوها عن ضلوع توسدت يديها (ماذا لو لم تبهرها اللعبة تلو الأخرى؟) وقع الخاطر عليه فربت على يديه (من أخذ شيئا من يديها فانزعوا كفيه معها) كان القول عادل

Monday, September 03, 2007

فلورينتينو اريثا

كانت مأساة فلورنتينو اريثا أثناء عمله كاتبا لشركة الكاريبى للملاحة النهريه، تكمن فى أنه لم يكن قادرا على عدم التفكير بفيرمينا داثا، ولم يتعلم أن يكتب أبدا دون التفكير بها. وفيما بعد، حين نقلوه لأداء أعمال أخرى، كانت دواخله تفيض حبا لايدرى ما يفعل به، فراح يهديه إلى العاشقين الذين لايتقنون الكتابة بكتابة رسائل حب مجانية لهم فى زقاق الكتبه العمومين حيث كان يذهب بعد انتهائه من العمل. كان ينزع سترته بحركاته الوقورة ويعلقها على مسند الكرسى. ثم يضع الأكمام المستعارة كى لا يلوث قميصه، ويحل أزرار الصدريه ليفكر بشكل أفضل، ويبقى أحيانا حتى ساعة متأخرة من الليل، باعثا الأمل فى البائسين برسائل حب تبعث على الجنون. وبين حين وأخر كان يجد امرأة فقيرة تعانى مشكلة مع ابنها أو محاربا قديما يلح فى طلب دفع تعويضاته، أو أحدا سـُرق منه شىء ويريد الشكوى أمام الحكومة، لكنه كان عاجزا عن تلبية رغباتهم مهما بذل من جهد لأنه لم يكن قادرا على اقناع أحد إلا فى رسائل الحب.لم يكن يسأل زبائنه الجدد أى سؤال، إذ كان يكتفى برؤية بياض عيونهم ليعرف حالتهم، فيملأ ورقة بعد ورقة بكلمات حب خارقة وذلك بمعادلة مضمونة النتائج هى الكتابة مفكرا بفيرمينا داثا ولاشىء سواها. ومع انتهاء الشهر الأول أصبح عليه أن يضع نظام حجز مسبق، حتى لا تجعله أشواق العاشقين يفيض متجاوزا تلك الحدود
ان أجمل ذكرياته عن تلك الحقبة هى ذكرى صبية خجول، تكاد تكون طفلة، طلبت منه وهى ترتعش أن يكتب لها ردا على رسالة ملحة تلقتها لتوها، وعرف فلورينتينو اريثا بأنه كان قد كتبها فى مساء اليوم السابق. رد عليها بأسلوب مختلف بما يتناسب مع انفعالات الصبية وسنها وبخط يبدو كذلك وكأنه خطها، إذ يحسن اصطناع خطوط لكل مناسبة حسب طبيعة كل شخص، كتبها متصورا ماكانت سترد به عليه فيرمينا داثا لو كانت تحبه كثيرا كما تحب تلك المخلوقة المتعدة عاشقها. وبعد يومين طبعا كان عليه أن يكتب رد الحبيب بالخط والأسلوب ونوع الحب الذى خصه به فى الرسالة الأولى، وهكذا وجد نفسه متورطا فى مراسلة محمومة مع نفسه وقبل انقضاء شهر جاءاه كل على انفراد ليشكراه لما كان قد اقترحه فى رسالة الشاب ووافق عليه بإخلاص فى رد الفتاة. انهما سيتزوجان
جابريل جارسيا ماركيز
الحب فى زمن الكوليرا

Thursday, August 30, 2007

ريبرتوار..ورد

فى البدء كان الورد . وحيدا شفافا كقلب عاشق متيم، لم يحمل الورد فى جوفه سوى فرحة لعابر وانبساطا كقدر السموات والطير. وعلى ذل حيلته لم يعرف كيف يصحب كاذب أو يغو عارف. الورد ظل موهوبا لروح عاشق متيم.
ليس لوردة إلا مؤانسه عابر أو شكوى فتاة حيرُّها حبيب، ليس لوردة سوى ظلُّ نــَدِىٌّ يقع عليها، ليس لوردة سوى واحدٌ حالم يخلع عليها خد معشوق، ليس لوردة سوى وردة تعرفها.. الورد للورد ليس أكثر

Tuesday, August 28, 2007

في حديثها عن نذرها

إذا كانَ لي في حياتي نصيبٌ
لأحيا هناكَ
سآخذُ من أرض منفايَ حُزني عليـهْ
وآخذُ عشبَ أصابعـِهِ
وحنينَ يديـهْ
وشمسَ فلسطينَ في قلبـِهِ
تتسللُ خضراءَ مثلي إليـهْ

إذا كان لي في حياتي نصيبٌ
سأَحـملُ أسماءَهُ الأربعــةْ
وأنثرُها في سهولِ الجليلِ
وأَجري معـهْ
وأعقدُ عُرسي على ظَهرِ مُهْـرٍ
كما شـاءَ يوما
وأَحـملُهُ في دمائي صلاةً
وفي الـحُلْمِ حلما
وأهتفُ : عِشْ من جديدٍ
وكنْ للحَمامِ هديلاً
وكنْ للسطوحِ سـماءً
وكن لآشتياقيَ جسما
وكن لـجراريَ نهراً
وكن لشفاهيَ طعماً
وكن لـي كما كنتَ دوما
أباً وأخاً ثم أُمّـا

إذا كانَ لـي في حياتي نصيبٌ
لأحيـا هنالكَ يوماً ـ كروحكَ ـ حراً وصافيْ
سأَغفـرُ
كـــلَّ
خطايــا المنافـي
إبراهيم نصر الله

Thursday, August 23, 2007

ريبرتوار..فرس

أيها السارح فى الدم..اركض لاوقت لديك..الوقوع من صهوة الزمان وعنف اللغة أثقل مما يبدو، تعالى صياح الجمع حولك والنفير زاعق فلا وقت لديك. أيها السائر بجميل الخطو وعنف الحماسة، أسطورية ٌ دقات كعبيك بين صراخ وغبار أنجبته ساقاك، وخفقان قلبك واجب اللهفة، غفوة قلبك أتية.. أتية.. فلاتسلمه الأن لراحة، كن ريحا حماسية اللحظة، كن بلدا من ثورة ودم، كن فجائيا ومباغتا كجدار تهدم فالمفاجأة خير مايعلق بالذاكرة، اجعل المسافة على الألسن فياضة بالحكى، اركض لاوقت لديك. منتشى أنت بسعيك، وفرَحُ اللحظة حين يدوى الطبل سابق لخطوك، دُر بيننا بخيلائك وزهو القادر، اركض..اركض لاحرمك الله من سعى يتهلل له الناظرون و ينتفى عنده النسيان، بدر أنت وربى فى مقام الركض، ترهق النسيان بتطويع الذكرى ودفء الإعجاب.اركض..اركض كما النسيم والقمر المسافر وحافظ المسافات، مجد ساعة خير من عمر طويل على حافة الخيبة. اركض...واركض كالمائل إلى الذكرى والعارف بيقين الأجل. لاوقت لديك ..فلا تمس مقامك إلا خفيفا ، واترك للأرض من الذكريات ما ترعى غيابك به /كان حنون الملمس واسع الحيلة/. أيها الفارُ بحمولك غـُلِـبتَ إن وقفت. دق كعبيك كإيقاع قصيدة المتمرس يحفظه الحضورعن ظهر قلب فلا تــُخف عنا ولعا صفقنا له طويلا.اركض..أركض فلا وقت لديك
---------------------------------
ملحوظه:الموسيقى هنا مكون أساسى من مكونات النص

Sunday, August 12, 2007

سيد سراييفو

هناخد معانا "حليل" قالها سيد. سألتــُه فى دهشة: "حليل" ايه يا سيد؟
رد وهو يضرب بأطراف أصابعه مؤخرة رأسى كعادته "حليل" ياض دى ضربته والقبر
فيما بعد سوف أعرف مدى قوة هذه الأداه الـ"حليل" وكيف يستخدمها سيد ببراعة تامه فى صدع أعتى الغزاه لمملكته ، والحليل على حد تعبير سيد هو بتاع التور فى إشاره واضحه للعضو الذكرى للتور -وصناعته بسيطه :قطع عضو الثور ثم تجفيفه وتمليحه ليصبح أداة دموية قاسيه
عرفت سيد فى فترة وجود بلطجى صغير ومتمرد داخلى ورغبته المستمره فى الخروج للعالم الخارجى
كانت أحد المعارك بينى وبين أخرين حين تصدى لنا سيد مصادفة ليسكت الجميع، ودوما كنت استعين بالمأثورات للتغلب على التفوق الجسمانى لأحدهم علىّ (صاحب الكف الأولاني يكسب، الواحد برضه عصب، ده هيش على مافيش، لو سلاحك طلع زفــًّرُه) والكثير من الأقوال التى هدفها كما فى أى حرب :بث الذعر فى الجانب الأخر وتثبيت أقدامك
وقف سيد بجسده القوى بيننا وسكت الجميع ولكن لأن لماضتى على حد تعبيره كانت أكبر من سنوات عمرى السبعة عشر مما جعل وقوع الصدام بينى وبين هذه العاصفة وشيكا لولا رحمة الله الذى كتب لى النجاة ويسـًّر برغبة داخلية منــِّى فيما بعد أن نصبح أنا وهو أخوين
*****************************
ماهذه العلامه على جبهتك؟ سأل سيد ذات مرة ضاحكا
دى ميعرفهاش غير الرجاله. بلماضه أجبته
حينها بدأ سيد يستعرض كل موضع فى جسده - على غرار خالد بن الوليد: ليس فى جسدى موضع إلا وبه ضربة من سيف - حتى أنه أوضح لى علامه عميقه فى أعلى ذراعه وأنا أسأله مبهورا :ما هذا يا سيد
أجاب سيد: ضربة رمح ياض.. وضحك
***************************
الله يرحمك ياعم حسن
سألته : مين عم حسن
حسن فونيه ياض -ولطم مؤخرة رأسى بأطراف أصابعه- حد ميعرفش حسن فونيه
وأكمل: بس يالا موته جه بفايده
مستغربا: اشمعنى؟
الست جميله النهادره بتوزع فى كفر الإشاره حشيش وبانجو بلوشى
فيما بعد وخلال سيرنا من شارع فاروق لكفر الإشاره سوف أعرف من سيد أن حسن فونيه كان أفضل بائع بانجو فى الزقازيق حيث أن الباكيته بخيرها ومجففه ولامجال للغش فيها لدرجة أن جميع التجار ملوا من وجوده وعلى رأسهم الست الجميله التى أعلنت أن البانجو اليوم ببلاش يوم وفاته فى السجن
***************************
شوف ياض رغم إن ربنا خلق فى الدنيا دى حاجات كتير سما وأرض وزرع بناخد منه كيفنا وأكلنا إلا إن أجمل حاجه خلقها ربنا هيه الناس، فيه حاجه أجمل من الناس، أنت كده شوف إيه أكتر حاجه بتبسطك فى الدنيا أكيد هتلاقيه واحد من الناس اللى خلقها ربنا دى ، امشى فى شارع وبص للناس تلاقى كل واحد شايل حاجات فى روحه وماشى بيها، والغريبه ان الحاجات دى بتنط من عينه اللى عامله زى شراعه لروحه يا أخى، بس أنت بقى ركز فى عين حد بتحبه هتلاقى وهو بيبص لك إن أنت اللى بتنط من الشراعه دى
سحب نفس من الجوزه وهو يذكر أول لقاء له بــ(أمل) فتاة عمره، لم أكن قد إلتقيت بعد بفتاة عمرى لأعرف قيمة الدفء الذى يتحدث عنه لكن يبدو أن الدفء فى حضن أمل على حد تعبير سيد له طعم الدنيا ومافيها. بعد ذلك سوف أتذكر ماقاله حين يؤكد اللمبى كلامه فى معلقته الشهيره: البوس البوس الحضن الحضن
*****************************
عايزك تنزل أسد ترزع باب العربيه وراك عشان تهتهم
سألته : هى الخناقه فين المره دى يا سيد
أجاب :سوق الخشب
حين بدأت المعركة الكبرى التى أستخدم فيها سيد كل أسلحته بداية من الخنجر وحتى الحليل وقع فى دمه لأن الكتره تغلب الشجاعه ولم أجد أنا مكانا أفضل من الخشب المستند للحائط لأتوارى خلفه إلى أن تنتهى أكثر معاركه دمويه والتى كادت أن تودى بحياته
بعد إنتهاء العركه والصلح الذى جرى ، بدأ تقديم واجب الرجاله
رصت المقاعد فى الممر الضيق بجوار الخشب المسنود للجدار ووضعت الجوز، وأخرج أحدهم من سيالته كميه من الحشيش وبعثرها على الرجاله الذين انهمكوا فى تظبيط الحجاره ، وفيما بدأت سحب الدخان الأزرق تتصاعد رفع الرجل الذى وزع القروش كفيه إلى السماء داعيا الجميع إلى قراءة الفاتحه على روح الحاج دمنهورى اللى كلنا بنشرب فى خيره
**************************
أيام عديدة مضت، ومضت معها لماضتى وشهوتى الخارجيه للتمرد ،وانقطعت الصله بـ "سيد" تدريجيا رغم كثرة الحكايات بينا
وأخر ماعرفته أن أمل تزوجت من صاحب محل عصير قصب فى الحريرى وبعدها أصبح سلوكه أكثر دمويه حتى أنه أصاب سائق ميكروباص بعاهه مستديمه ودخل بعدها إلى السجن

Saturday, August 04, 2007

فاكهه

لكم البهجة وشجرة العمر . الخيال أشهى من الحال ، ذلك ما يدعونى لأن أسمى كل شىء بخياله . وأن أميز خطو كل واحد منكم ولو ضيعته المسافة ، لــُقــِّنتُ الأسماء جميعا وحفظت كل شىء بما يحكى وصفه
سوف أسمى الحبيبة مشمشة العمر وموز الغياب فوجودها أضعف من حيلتى
سوف أسمى أبى برتقالا ، كلما عصرعلى ّ من روحه ازددت جمالا وفتوة، وكلما لامستـه ُ عرفت طعم البداوة
سوف أسمى أمى عنقود العنب، كلما انفرط جمالها أدركته العيون ولم تلحقه الأيدى ، أمى التى تحمل ظل العنب ودفء العنب وبهجة عصيرالعنب
أسمى أصحابى تمرا تــــَمـــَرَّغ فى الحى حتى استوى ، أسمى أخوتى تينا
أسمى بنات الشوارع مانجو ، كلما لامست يــُتمَ عطرهم ازددت شهوة إلى مالست أعرف وراعيت شكل الجمال على القلب
وسوف اسمى نفسى تفاح نفسى وظليلة الغير فليس لديها سوى الحكايات التى تــَعـِبت خلفها

Friday, August 03, 2007

فقط

فقط
أريد أن أتحرر لأحكى

Tuesday, May 01, 2007

إيرينديرا

قال فجأة: كنت سأجن شوقا لرؤياك ، يقول الجميع إنك جميلة وهم على حق
قالت إيرينديرا: لكنى سألقى حتفى
قال: تقول أمى إن من يموتون فى الصحراء لا يمضون إلى السماء وإنما إلى البحر
نحت إيرينديرا الملاءة المتسخة جانبا وكست الحشية بملاءة أخرى نظيفة أتقن كيها
قالت: لم يسبق لى أن رأيت قطا بحر
قال: إنه يشبه الصحراء وإن كان ملؤه الماء
قالت: إذن فليس بمقدورك السير فيه
قال: كانت أمى تعرف رجلا بوسعه السير فى البحر لكن ذلك كان منذ زمن بعيد
خلب الحديث لبها لكنها كانت ترغب فى النوم
قالت: إذا جئت فى وقت مبكر فى الغد فيمكنك أن تكون أول من يقف فى الصف
قال: لسوف أرحل مع أبى عند الفجر
ألن تعود مارا بهذا الطريق؟
قال : من يدرى ؟ لقد تصادف لأننا ضللنا الطريق إلى الحدود
تطلعت إيرينديرا غارقة فى التفكير إلى جدتها الغافية
حسمت أمرها فقالت: أعطنى النقود
أعطاها أوليسيس إياها فرقدت على الفراش لكنه ظل مرتعدا فى موضعه ففى اللحظة الحاسمة تراخى عزمه، أمسكت بيده تحثه على أن يعجل، وعندئذ فحسب لاحظت محنته. كانت قد ألفت ذلك الخوف
تساءلت: أهى المرة الأولى؟
لم يحر جوابا لكنه ابتسم فى أسف، فانقلبت ايرينديرا مخلوقا أخرا
حدثته قائلة: تنفس ببطء هكذا دوما فى المرة الأولى، وفيما بعد لن تلحظ الأمر قط
أرقدته إلى جوارها وفيما كانت تنزع عنه ملابسه راحت تهدهده بحنان أم
ما اسمك؟
أوليسيس
قالت: هذا من أسماء هنود الجرينجو
لا إنه اسم بحار
عرت صدره، منحته بعض القبلات، كأنما تهبها ليتيم، تشممته
قالت: تبدو كما لو كان بدنك خلق كله من ذهب، لكن رائحة الزهور تفوح منك
قال:لابد
أن هذا يرجع إلى ثمار البرتقال
غدا أكثر هدوءا فعلت ابتسامة تشى بالتواطؤ محياه
أضاف قائلا: إننا نحمل الكثير من الطيور معنا لنضلل الناس، لكن ما نقوم به هو تهريب ملء العربة من ثمار البرتقال عبر الحدود
قال ايرينديرا: ليس البرتقال مما يهرب
قال: لكن ثمارنا مما يهرب فكل منها يعادل خمسين ألف بيزو
ضحكت ايرينديرا لأول مرة منذ وقت طويل
قالت: ما أحبه فيك هو الطريقة الجادة التى تتحدث بها عن الهراء
مرة أخرى عادت إليها عفويتها ورغبتها فى الثرثرة كأنما لم تغير براءة أوليسيس حالتها المزاجية وإنما شخصيتها كذلك
كانت الجدة ما تبرح دانية من محنتها تواصل الحديث فى نومها
قالت الجدة: فى هاتيك الأيام مع مطلع مارس حملوك إلى الدار كنت تبدو مثل سحلية ملفوفة بالقطن.كان أماديس أبوك فى ميعة الشباب وقمة أناقته، جم السعادة فى ذلك الأصيل حتى أنه أرسل فى طلب عشرين عربة مثقلة بالزهور ووصل ناثرا إياها على إمتداد الشارع حتى تألقت القرية بأسرها بلون الأزهار الذهبى كالبحر
ظلت على تصاخبها مصدرة صيحات صاكة ومنطلقة بإنفعال عنيد ساعات طويلة لكن أوليسيس ماكان يسمعها لأن ايرينديرا غرقت معه فى الحب بإنهماك وصدق عظيمين حتى أنها ضاجعته مجددا لقاء نصف الأجر فيما كانت الجدة غارقة فى هذيانها، وواصلت مضاجعته دون مقابل حتى الفجر
القصة الحزينة التى لا تصدق لإيرينديرا البريئة وجدتها الضارية
جابرييل جار سيا ماركيز

Saturday, March 31, 2007

جمال

أيها الحـَسـنُ السارح، بجمالك كونت صورة الجمال، لا الدقة أوفت حقك ولا الخيال المسافر. يا جميل..قل ما شئت من الصفات وانـْعـَتْ بها الرقة العاتية والجمال المـُرهق.. الجمال المرهق كشربة ماء لشفة مسافر بعد عطش طويل لا المـَنع مـُنجيه ِ ولا الإستيفاء بفيض وصوله راحمٌ من طرف الهلاك..أنت لا تعرف نعت/المرهق/ لبيان الجمال..جمالٌ مرهقٌ كحسن نبى بكى على يديه الأوفياء ووقعت لديه العقول بجلال الرسالة ..ياجميل..الصبر على العتبات واجب..وإطعام الأمل واجب..واللهفة على ذكرى حضورك واجبة..مـُذل البصر وموقع البصيرة..تمثــَّـلت للطف فعيــَّرت ألوانه يا منكسرا بالرقة ومنصلحا بلين موضع خطوك..ياسين السـُكـَّـر..وميم المسعى..تكفى منك الشواهد لمصالحة الروح والإقرار لك لا عليك..فحسن الغزال ينبىء عن غزال ووصول المطر شاهد على الغيم..ياجميل..دوختنى..لعينيك توهة قاطع الأرض دون وصول..وللبـَن يديك فرحُ الخير..شفيف جمالك كفعل الحزن..ونضرة ُ لقياك لا ذبول لها..صـَدِّق وصف شاهد الحزن ولاتصدق الحزن..صدِّق وصف شاهد المحنة ولا تصدق المحنة..صدق وصف شاهد الجمال ولا تصدق صاحبـُهُ..ياجميل..صاحب الجمال..بجمالك كونت صورة الجمال

Friday, March 23, 2007

الحنين

أنا أولى بالحديث عنه ُ. يسكن فى أجمل بنايات القلب، يطل على كل التفاصيل الباقية فى حيـِّه: العيال الصغيرة/الفرح البسيط/حبيبة ولت وحبيبة أقامت/الأمل البعيد/شرٌ مرهونٌ بالغضب....0
أنا أولى بالحديث عنه. النبى الصغير المحنىُ تحت بكارة لغته وجميل الحكايات لم تفارقه الدهشة بعد مما ألقت يداه
أنا أولى بالحديث عن البسيط المغامر، مالك الذكرى، الدائخ على عتبات الحب ومقاسم القلب جلّ الفرحة
أنا أولى بالحديث عن سيجارة أولى ذقناها سويا، وصدفة رصت أقدامنا على بوابة واحدة، وليل بكر تبادلنا فيه وصف الحبيبة. أترككم مع السائر على طرف العالم، صاحب التياترو زرياب الصياد الخارج خلف قطا الحنين
الحنين
الحنين لك يا ولد من كل وقت خلاصة زهرته، وما تبقى من رماده ومن عطره ..0
لك ما صار بعد ما انفض عن الوقت كبرياؤه وزهوه، شهوته وقدرته عليك، قسوته وسخريته
لك أفضل ما تبقى بعد الخسارات
ندى
تلك قسمة عادلة
---------------------------------
لكنه أيضا
.. متاهة
.. يجوبها الجائعين من أمثالى بحنين أشد
جرب أن تكون ورقة مطوية ..على أشياء قديمة، رومانتيكية، وساذجة سذاجة وردة فى كتاب
جرب أن تسير فاتحا صدرك لملكوت لا يحتويك ..0
ربما الحنين هو تلك الأمنية المستحيلة التى تبدو دنية من يدك ..أن تحتوى أنت هذا الملكوت
الحنين ملكوت يخصك ..0
كوجع أضاء ملامح وجه غائم لامرأة ..هى فى الأغلب لاتخصك
--------------------------------
الحنين
اضاءة ..لما لايخبو ولا يشتعل
--------------------------------
ذلك ما اشتهيت، وذلك ما امتلكته
ذلك ما تركنى، وذلك ما تركته
ما اشتهيته امتلكنى
وما تركته ..امتلكته
------------------------------
على طرف الأشياء ..سرنا ..لابلغنا ولا امتلكنا ..قال الماء: أنا العطش ..وقالت اللقمة :أنا الجوع ..وقال الحب:أنا البخل ..تنكرت الأشياء ..ولما أفقنا وأنكرنا ما عرفنا ..عادت إلينا الأشياء لتراودنا من جديد ..سمينا ذلك بالحنين ..لنعود من جديد..إلى أول الدائرة ..نجابه العطش والجوع والبخل
----------------------------------
الحنين؟
انزلاق إلى نفس الخطأ ؟..مسامحة الخطأ ؟
---------------------------------
نصفه ذاكرة ..ونصفه نسيان
--------------------------------
ولما صار الناس كحليب مسكوب ..تجلت اللغة لاصطياد المفقود ..كان الصمت أكثر بلاغة ونبلا حينها ..ذلك سر لايعرفه سوى الحكماء ..لكن لا يعرفه العربجية من أمثالى ..وإن عرفوه ضربوا به عرض حائط ..كلما عضهم الحنين أودعوا اللغة جرحا ..كلما عضهم الألم كربجوا الحصان ..لتنطلق منهم الكلمات كحليب مسكوب
----------------------------------
ولما كان جدب ..كان الضوء يلمع ..الحنين إشارة إلى أن اللعبة تستحق ..والحياة تستحق
--------------------------------
أواصل المسير

Monday, March 12, 2007

مسافة للحنين

الرقيق باسط الكف لليمام السابح، يستشف الحنين من رسمة زيتونة ويمام سارح، الولد الذى أرهقه اتساع الباحات وفيضان الأرض بما حوت، منقسمٌ القلب بين الدخول والخروج، يعُـدُّ مسافةً الحنين. اترككم معه هوميروس الذى أنشد للحنين
مسافة للحنين
تلك المسافة بين لوعة القلب وجمود الشفتين
عقدُ من الريحان في عنق الحبيب
كلما اشتد الشوق فاح العبير
فجاءةُ تداعب بها الذكري ملامح الوقت
لتلد ابتسامة بيضاء
توقد ظلمة اللحظة

معلقة قلوب العاشقين بغصن زيتون في فم يمامة بيضاء
تجوب به الأرض
فلا يهدأ قلب العاشق إلا حينما تجد اليمامة أليفها
فإذا سقط الغصن ضل العاشق حتي تمسك به أخري
تكون هي مرفأه الأخير
خيط بين روحين
كلما بعدت المسافة زاد الإنجذاب
وجع لا يحتمله سوي العاشقين
ولذة لا ينشدها سوي العارفين

Friday, March 09, 2007

حنين من نوع أخر

تتحدث عن الحنين، حنينها إلى الشىء أو اللاشىء الذى يأخذ الروح إلى ما وراء العقل، حنينٌ موغلٌ فى الصدور منذ القدم إلى دفء العوده وأخر المقام. مالكة ُ السهم، الرامية ُ به، و صاحبة المدارات، الناظرة بكاميراتين جيرالدين حين عرًّفت حنينها الاثير
حنين من نوع أخر
دقق معي في كلمة الحنين.. ستجد أنها الحنان يخفيه كسر الألف..
أشياء بسيطة جدًا تخفيها الانكسارات التي نعانيها يوميًا في الحياة.. ولا نملك منع شعور بالحنان الجارف حين تأتي على بالنا..
بالأمس كنت في محاضرة عن كيفية تقديم الإسلام لغير المسلمين.. يلقيها الرائع
فاضل سليمان.. حكى قصة غريبة جدًا جعلتني أشعر بالحنين لما هو أغرب..
فيقول أنه بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر قرر أنه -رغم اعتياده على الزي المدني العادي- سيرتدي الجلباب المميز للجنس العربي -والإسلامي حسبما يربط الغرب- يومًا ما حتى يثبت لنفسه أن تلك الأحداث لم تؤثر على هويته وفخره بالإسلام..
فإذا برجل يسأله وهو في المصعد:
- " من أين تأتي ؟ "
فقال له ببساطة :
- " أنا من الفردوس ! "
فاستغرب الرجل.. وقال له :
- " كيف ؟ "
فقال ببساطة :
- " جدي وجدتي أتيا من الفردوس -حيث كانا يعيشان- إلى هذه الأرض.. وكان اسمهما آدم وحواء.. ماذا عن جدك وجدتك أنت ؟ "
فقال الرجل بارتباك :
- " كان اسمهما آدم وحواء أيضًا.... "
فقال فاضل بابتسامة هادئة:
- "إذن أنا وأنت أخوان.."
تلك القصة التي حكاها فاضل سليمان بكل بساطة فجرت لدي نوعًا جديدًا من الحنين لا أحسبه متفجرًا لدى الكثيرين ضمن أنهار الحنين العديدة..
الحنين إلى الفردوس..!
أفق جديد اتسع أمامي وأنا أنظر إلى النيل أثناء استقلالي ميكروباص الإسعاف العتيد.. هذا النيل نهر من أنهار الجنة.. رغم كل ما به من تلوث.. ورغم الشبهة المحاطة بـ"كورنيش النيل" و"كازينوهات النيل"..
هذا نهر من أنهار الجنة يا خواننا !
الماء الذي صارت تسكنه الأميبا هو بروفا سيئة جدًا لما هو موجود في الجنة..
الفاكهة التي نحسبها لذيذة.. العطور الغالية التي نشمها في المولات ولا نجرؤ على دخول المحلات التي تبيعها.. الشوكولاتة التي يباع الكيلو منها بمرتب موظف "محترم"..
كل ذلك بخس إذا ما قورن بالذي ينتظرنا بالجنة.. وما كل ذلك إلا أدوات الله كي يذكرنا بالحنين إلى أرض جدينا الحبيبين التي سنعود لها يومًا..
فقط.. لو ملكنا الحنين الكافي الذي يدفعنا للوصول إليها
....

Sunday, February 25, 2007

كمنجتين

الكمنجة حيث الوقوع الرخو فى يد الفتنة ، لاشىء أعمق فى الروح مثل تواترها فى حضن قوس قد علاها، الكمنجة والقوس لقاء الكشف، قال لى القوس:أبحث فى جسد الكمنجة عن سر صغير تواريه عنى مثل عاشق أتى قبلى ومس الجسد، قال لى القوس:فى البدء أسحبها فى هدوء.. وديعا أكون ..أداعب فى رقة فيض هذا الجسد، فى نعومة أتحسس أطرافها، أدور رويدا رويدا على جنباتها والظن ينبىء أن اللين يفضحها، ولكن النعومة تسرقنى فى يديها لبحرالغواية لاشىء ينبىء بالسر، لاشىء أوجع فى قلب عاشق من تشدد عاشقة على السر لاشىء أوجع
قال لى القوس فى اللحظة الفاصله:صدر الكمنجه والخاصره يحطـّان بى حيث حائط المغفره
***********************************
قوس يُسحب على وتر / إيقاع الغريب وحزن يبزغ من دون والد
قوسٌ يسحب على وتر / البنت التى خلتنى وحيدا
قوس يسحب على وتر / شفيف التجلى وطـَرق الذكريات
قوس يسحب على وتر / ياللعارف بالحسرة عائد
قوس يسحب على وتر / المسافات أبعد من كل هذا الكلام
*********************************
كنت أحب الكمنجة، أحلم دوما بحبيبة الوتر البعيد، أحببتُ كل فتاة كمنجة، يدها فى القوس بللها الشحوب وعرّقها الحنين،يدها والقوس حبيبة ونداء حبيب، يدها على القوس سلطة الأثنى على قلب عاشق، كنت أحب الكمنجة وكل فتاة كمنجة أود لو قبلت يدها ظاهرا وباطنا بحزن العارف، سيدتى ذات الكمنجة لاتتركينى، خلنى وترا بين يديك أنام إلى رقة الروح، يالله كم موجع أن لاأكون الوتر
*******************************
قال لى القوس: لا يطمئن القلب لمحاولة واحده، أقول لنفسى ومن لمهادنة مع القلب حتى يكف عن السعى بعد الفشل، قال لى القوس:لابأس من شدة تخرج السر منها، أدور بغضبة المحموم بعد البلاء على الخاصره، اصدم الصدر أخرج هذا العويل من القلب حتى أظن بقرب الجلو فلاشىء أقسى على عاشق من زوال الأمل
قال لى القوس فى ألم الذاكره :الكمنجة تعرف بالصدر والخاصره كيف ينام الجريح إلى اللغة العابره
*********************************
الكمنجة والقوس / نداء البرىء ورقة أول الدخلاء
الكمنجة والقوس / وقتٌ يـُوَســِّعُ كل البلاد القديمة
الكمنجة والقوس / إثنان فى قلب العاشق
الكمنجة والقوس / هذا مصير العظيم وبدن الحى
الكمنجة والقوس / كيف الخروج من الذكريات
**********************************
كانت حبيبتى الأولى تشبه جسد الكمنجة، خصر وصدر كمساحة الحزن وعينان كالوتر المتلهف، أما الثانيه فيبدو كفها أقرب لوتر دقيق وجسد فى مرونة عزف الكمنجة، تمر هاتان الكمنجتان أمامى رويدا رويدا

Wednesday, February 21, 2007

عن الحنين

هو الأخر يتحدث عن الحنين، حنينه إليها تلك التى تجرى منه مجرى الدم
الولد البسيط رقيق الرؤيا وعارف الحزن يلمس حنين الأرض للسائرين رويدا
أترككم مع عنتر الغلبان الذى تحدث عن الحنين
عن الحنين
"ربِ .. أي حنين
سمتني عصفه"
أحمد عبد المعطي حجازي

العصف من كفيك ألين من حديد القلب قبلك , والبعد عنك كالبعد عن المرآة أري نفسي أتضاءل
حتي أذوي دونك , والسُكر من كفيكِ استفاقة الدنيا على عرسٍ رقيق

- عن الحب أحكي : الموتي يمتنعون, و الموت أبي إلا الإبطاء , وأنت كما زلت تمسكين الزمان
فكيف أموت فداك وكيف أراك خلاصي

"حنيني اليك اغتراب
ولقياك منفى"
محمود درويش

اليك اغترابي ومنك الرحيل , تجرين مجرى الدم , ليس وجهك اجمل الوجوه لكنه أحلاها حنيني
اليك حنين الارض للماشين الي احبابهم , وايقاع ذاك الخطو بسمتك العفية -عن الخطو
أحكي : لا تمسك ذات الحنين من أحبابها الا ما تيسر من دم ودموع حتي يؤوب الغريب الي
منتهاه , وليس بأصفي من الخطو الا ايقاعه

Sunday, February 18, 2007

الحنين إليك

تتحدث هى الأخرى عن الحنين، تصف فعله وتلمس حضوره بالغياب
تبدو كحبة العنب المفروطة التى تركها العابرون لا ظل يعرفها ولا فم عابر يدرك مدى حلاوتها
الحنين صراع ثقل الجسد وخفة الروح هى أيضا تدرك ذلك فى تنافس السكر والعسل
أترككم مع صاحبة سخرية القدر حين تتحدث عن الحنين إليه
الحنين اليك

ليسَ الحَنينُ إليك شيئاً يحتاج إلي وصف...الحنين إليك شئٌ في حد ذاته..ينتابني أحياناً حتي أكاد أترك الدنيا و أركض في الشوارع بحثاً عنك..و يسيطر علي شجن غريب غالباً..فأتحسس أي شئ وقعت عيناك عليه بشَغَفٍ،وأضمه الي صدري بولهٍ لن تصدقه مالمْ تره..
الحنين إليك واقعٌ في التفاصيل الصغيرة..مرتكزٌ علي إمتداد الشرايين حتي يكاد يوقف سريان الدم..يتواجد بكثره في كف يدي..يخدعني صمتي أحياناً فيخرج في أنفاسي العصبية القصيرة..و يراوغني فيسكنُ بين إنقباضاتِ القلبِ و إنبسَاطَاتِه..لربما وجدته هناك أيضاً في إلتقاءِ النهدين..و علي حافةِ الكتف..

(خذني ولو قسراً إليك..
و ضعْ منامي في يديك)

الحنين إليك مثل وجع القصيدة عندما تُدَغْدِغ قافيتها أصابعُ صبي عابثٍ..يريد أن يأكل الفاكهة دون أن يقشرها..أو شقاءُ أغنيةٍ عن الوصل..لاتجد لها مكاناً في قلبٍ صغيرٍ أضناه الهجر..

(كن لي كما أهوى..
أمطر عليّ الدفء والحلوى..)

الحنين إليك كامنٌ في تنافسٍ السكر والعسل علي وصف طعم الحلو ..يتسابق المسكينان علي مساحة من العشق الصافي بقدر يومين..وحده الليمونُ يتربع فوق طعم المر بِلا مُنافسْ..بقدر مابقي لك في البعد..

(من أرسي قواعد الجغرافيا..غير عالمٍ بمأساةِ التاريخ؟)

الحنين إليك هو تلك الفراشات الرقيقة اللتي حطت علي كفي ذلك اليوم إنها تنبئني بعمرٍ صعب المِرَاسْ..تلك العلامة علي جبهتك..اكتشفت إمتلاكي لمثلها علي حافة الصدر اليوم..يا الله..أكُلُّ يومٍ يمرُ بدونك..سيترك علي الصدر علامة؟

(للملحميين النسور..ولك أنت..طَوْقُ الحَمامة)

عندما اكتب أني أحبك..هكذا(أحب...ك) مم..أتخيلك تضمني بين الباء والكاف..أو تدفئ الأنامل المزرقة من البرودة..فتكف راضيةً عن الكتابة..
(أحب......ك)

كمن يفسرُ الماءَ -بعد عسرٍ- بالماء..اقولْ:
الحنينُ إليك..هو الحنينُ إليك..لا شئَ بعدُه..لا شئَ بعدكْ..

كتبت هذه النثرية في 4 يناير 2007 و تم تعديلها والاضافة اليها حتي اليوم
ولهذا لا اعتبرها من تفاصيلي المؤجلة.

Saturday, February 17, 2007

الكلام

قال شيخنا أبو سليمان:الكلام ينبعث فى أول مبادئه إما من عفو البديهة ،وإما من كد الرّويّة ،وإما أن يكون مركبا منهما ، وفيه قواهما بالأكثر والأقل، فضيلة عفو البديهة أنه يكون أصفى، وفضيلة كد الرويّة أنه يكون أشفى، وفضيلة المركب منهما أنه يكون أوفى، وعيب عفو البديهة أن تكون صورة العقل فيه أقل ، وعيب كد الروية أن تكون صورة الحس فيه أقل ، وعيب المركب منهما بقدر قسطه منهما:الأغلب والأضعف. على أنه إن خلص هذا المركب من شوائب التكلف وشوائن التعسف كان بليغا مقبولا رائعا حلوا، تحتضنه الصدور، وتختلسه الأذان وتنتهبه المجالس ويتنافس فيه المنافس بعد المنافس، والتفاضل الواقع بين البلغاء فى النظم والنثر ، إنما هو فى هذا المركب الذى يسمى تأليفا ورصفا، وقد يجوز أن تكون صورة العقل فى البديهة أوضح وأن تكون صورة الحس فى الروية الوح إلا أن ذلك من غرائب آثار النفس ونوادر أفعال الطبيعة، والمُدار على العمود الذى سلف نعته ورسا أصله
أبو حيان التوحيدى
الإمتاع والمؤانسه

Sunday, January 14, 2007

عتاب


أريد أن أغسل وجهى وأن أعاتب... (أعاتب) ..الكلمة تـُظهر احتكاكا حنونا واخرا للروح بمحيطها. (المعاتبة) فوضاوية التمسح بالكون مرة أخرى واظهارٌ عشوائىٌ لسـُكــّر ماقـَدّمت يداك أملا فى بقاء الوصل./أريد أن أغسل وجهى
وأعاتب/.( يعاتب) يتمسح بالعتب مرة أخرى ويسوق عليه جمال ما مضى بينهما كى يزيل عنه ترابا مسـّهُ. والعتبة أول الدار هى ماوقعت منها كلمة (عتاب) التى تعيد الوصل إلى أول صفائه./أريد أن أغسل وجهى وأعاتب/.(العتاب) وقوع الذكرى العذبة مثل ماء لين يندلق إلى شقوق مـُتربة ودليل على بقاء العلاقة، و(تعاتبا) تكون بين اثنين لاثالث لهما، خصوصية ُ روحين تكافيا السر، قد يحمل أرقـُهم فيضا من العتاب لأكثر من شىء حوله ولكنه يـُسرُّ بالرواية فى أذن كل منهم على حدة حفاظا لجمال الانفراد ولذته./أريد أن أغسل وجهى وأعاتب/. (المعتب) صاحب العتبى رهيف الروح وحامل العـَشم، ناشر طرفه، متشتتٌ بحدة عتابه وحرقة روحه أو هادىء بغلبة حسن (المستعتب عليه) عليه.تقول له(لك العتبى) أى تفتح الصدر على مصراعيه ليرى مسيرة الطير المهاجر فى صدرك والسماء التى منبتها روحك، (لك العتبى) تأخذ بيديه ليتحسس أصغر ندبة فى الروح وخوف لايتطلع عليه غيرهُ . و (العتاب) مأمول ٌ منه أو ميوؤس منه.0
فــ(عتاب) الآمل ينبض به القلب ويحكمه العقل الذى يفرد خيطا لينا من الوصال كلما هـَمًّ
إرهاقٌ بــ(المستعتب عليه). وعتاب اليائس الذى أوقن بالمفارقة تضخه الروح وحدها بكل ما حملته من مودة للواقف ونقمة على الموقف، عتاب اليائس أشجى وأنقى وأشف، وعتاب الآمل صورة لقدرة المحبة.0
أريد أن أغسل وجهى وأن أعاتب القمر هو لم يغطـِنى فى منامى كما وعد/أريد أن اغسل وجهى وأن أعاتب الرقة التى سقطت على القلب سهوا/أن أعاتب حيلة وقعت على فدُخت بالإثم وحيلة لم تقع على فذهب من يدى حبيب/أن أعاتب عينين تساقطا على القلب من نخلة الحسن/ أريد أن أغسل وجهى وأن أعاتب من تعلق به القلب فتركه/أعاتب العمر/ الضوء/ الوجع/ أعاتب كلاما قلته/ وكلاما لم أقلهُ/أعاتب ما مر بى / وما مر منى/نفسى الضئيل/وهاجس يطفو علىّ/أريد أن أعاتب العتاب الذى أوجع القلب وأمـَّـلــَهُ/أريد أن أغسل وجهى وأن أعاتب.......أعاتب

Tuesday, January 02, 2007

كف الحبيب

يارب يا منشىء النهر تخلق له من الضفاف ما يحتوى سريانه ، محيط الفرح بسور الحزن الخفى حتى لاتسرقنا اللحظة، وجاعل الجنة أخر الطريق صونا لبصرخلقك ، يارب كيف تمنح كل هذا الفيض لبشر دون أن تقينى غلبة حسنه علىّ ؟! يارب لماذا تتفتت الروح على كف وهن اسمه الرقة ، ياالله وأنت مصور الرقة لعينى بسكون حركاته ، وطابع على القلب ملاحقة شامة الحسن التى نزلتها على جبينه خفف عنى الوهج المنساب بارجاع حروفه يامن كتبته على حبيبا
.
حبيب " ردد معى اللفظ ، ردده باتساق السيرة مع الروح رويدا ، هل تحس بكم الهواء الذى ينساب من روحك طالبا تمام الوصال بمحيطك؟! ، "حبيب" ،(الحاء) التى تلفح الروح بفرج بعد حرقة نداء طويل ، (الحاء) حرارة كونها ليل الوحدة بحة ٌ صوت أتعبها الغياب ، حال الفرد حيال الحسن ، ارتياح لفك حصار موجع ، حياة تخرج حين تهم بنطقه
والمقطع (بيب) الذى يسرى كدبيب طبول الفاتحين ، فلا وقت تضيعه يد الجمال فى الطريق إلى مخزون القلب ، "بيب" نفير لقادم يركض أمامه سكان الصدر مفسحين له شريان الطريق ،وبدنين توشـّجا بياء لين يتكسرعلى حافتيها حدة الماضى
هكذا يخرج لفظ "حبييب" منسابا كنداء ماسك الأمل الأخير ، ولو أضيفت إليه ياء النسب فتحول اللفظ إلى "حبيبى" تحول معه مدى العين لالتقاط فرحة البرتقال وبهجة اللون المنسيه ، حرف واحد يبدو كأوزة فى بركة ماء يمنح الكلمة خصوصية والتصاقا بالروح ، تردده الأن كسابح فى حلقة ذكر لا يمل عنه ،تردده علانية كى يطلق الغرباء من عقال حياديتهم ، تردده فى خفوت فأنت تخاف نقصان وهجه بفض ستره ،تردده على اى حال فهو كف الجمال التى ترعى لديك الخيال ......"الحبيب"0