Friday, March 23, 2007

الحنين

أنا أولى بالحديث عنه ُ. يسكن فى أجمل بنايات القلب، يطل على كل التفاصيل الباقية فى حيـِّه: العيال الصغيرة/الفرح البسيط/حبيبة ولت وحبيبة أقامت/الأمل البعيد/شرٌ مرهونٌ بالغضب....0
أنا أولى بالحديث عنه. النبى الصغير المحنىُ تحت بكارة لغته وجميل الحكايات لم تفارقه الدهشة بعد مما ألقت يداه
أنا أولى بالحديث عن البسيط المغامر، مالك الذكرى، الدائخ على عتبات الحب ومقاسم القلب جلّ الفرحة
أنا أولى بالحديث عن سيجارة أولى ذقناها سويا، وصدفة رصت أقدامنا على بوابة واحدة، وليل بكر تبادلنا فيه وصف الحبيبة. أترككم مع السائر على طرف العالم، صاحب التياترو زرياب الصياد الخارج خلف قطا الحنين
الحنين
الحنين لك يا ولد من كل وقت خلاصة زهرته، وما تبقى من رماده ومن عطره ..0
لك ما صار بعد ما انفض عن الوقت كبرياؤه وزهوه، شهوته وقدرته عليك، قسوته وسخريته
لك أفضل ما تبقى بعد الخسارات
ندى
تلك قسمة عادلة
---------------------------------
لكنه أيضا
.. متاهة
.. يجوبها الجائعين من أمثالى بحنين أشد
جرب أن تكون ورقة مطوية ..على أشياء قديمة، رومانتيكية، وساذجة سذاجة وردة فى كتاب
جرب أن تسير فاتحا صدرك لملكوت لا يحتويك ..0
ربما الحنين هو تلك الأمنية المستحيلة التى تبدو دنية من يدك ..أن تحتوى أنت هذا الملكوت
الحنين ملكوت يخصك ..0
كوجع أضاء ملامح وجه غائم لامرأة ..هى فى الأغلب لاتخصك
--------------------------------
الحنين
اضاءة ..لما لايخبو ولا يشتعل
--------------------------------
ذلك ما اشتهيت، وذلك ما امتلكته
ذلك ما تركنى، وذلك ما تركته
ما اشتهيته امتلكنى
وما تركته ..امتلكته
------------------------------
على طرف الأشياء ..سرنا ..لابلغنا ولا امتلكنا ..قال الماء: أنا العطش ..وقالت اللقمة :أنا الجوع ..وقال الحب:أنا البخل ..تنكرت الأشياء ..ولما أفقنا وأنكرنا ما عرفنا ..عادت إلينا الأشياء لتراودنا من جديد ..سمينا ذلك بالحنين ..لنعود من جديد..إلى أول الدائرة ..نجابه العطش والجوع والبخل
----------------------------------
الحنين؟
انزلاق إلى نفس الخطأ ؟..مسامحة الخطأ ؟
---------------------------------
نصفه ذاكرة ..ونصفه نسيان
--------------------------------
ولما صار الناس كحليب مسكوب ..تجلت اللغة لاصطياد المفقود ..كان الصمت أكثر بلاغة ونبلا حينها ..ذلك سر لايعرفه سوى الحكماء ..لكن لا يعرفه العربجية من أمثالى ..وإن عرفوه ضربوا به عرض حائط ..كلما عضهم الحنين أودعوا اللغة جرحا ..كلما عضهم الألم كربجوا الحصان ..لتنطلق منهم الكلمات كحليب مسكوب
----------------------------------
ولما كان جدب ..كان الضوء يلمع ..الحنين إشارة إلى أن اللعبة تستحق ..والحياة تستحق
--------------------------------
أواصل المسير

2 comments:

شغف said...

صدقت

We2am said...

oh my god!!